١٢٢قوله تعالى {أومن كان ميتاً فأحييناه} هو ألف الإستفهام والتقدير دخلت على واو النسق فبقيت على فتحها يعني أومن كان كافراً ميتاً بالضلالة فهديناه واجتبيناه بالإيمان {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا} يستضيء به و{يَمْشِي بِهِ فِى النَّاسِ} على قصد السبيل ومنهج الطريق. قال ابن زيد : يعني بهذا النور الإسلام نيابة قوله {يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} . وقال قتادة : هذا المؤمن معه من اللّه نوراً وبينة يعمل بها ويأخذ وإليها ينتهي كتاب اللّه {كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} . قال بعضهم : المثل زائد تقديره كمن في الظلمات. وقال بعضهم : معناه كن أو شبه بشيء كان يشبهه من في الظلمات من ظلمة الكفر والجهل والضلالة والمسير. {لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا} لا يبصر شيئاً ولا يعرف طريقاً كالذي ضل طريقه في ظلمة الليل فهو لا يجد مخرجاً ولا يهتدي طريقاً. وقيل : إن هذه الآية نزلت في رجلين بأعيانهما، ثم اختلفوا فيهما. فقال ابن عباس : أومن كان (ميتاً) فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس. يريد حمزة بن عبد المطلب كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. أبو جهل، وذلك إن أبا جهل رمى النبي (صلى اللّه عليه وسلم) بالحجارة وحمزة لم يؤمن بعد فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع كعبد مسكين يقول : يابا يعلى أما ترى ما جاء به سفّه عقولنا وسبّ آلهتنا وخالف أبانا. فقال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله فأنزل اللّه تعالى هذه الآية. وقال الضحاك (ويمان) : نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل. قال عكرمة والكلبي : نزلت في عمار بن ياسر وأبي جهل. {كذلك زيّنا للكافرين ما كانوا يعملون} من الكفر والمعصية |
﴿ ١٢٢ ﴾