٩٥

{ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ} وهي البأساء والجواب والجوع {الْحَسَنَةَ} يعني النعمة والسعة والرخاء والخصب {حَتَّى عَفَوا} أي كثروا وأثروا وكثرت أموالهم وأولادهم،

قال ابن عباس : (عفوا) يعني (جهدوا)،

وقال ابن زيد : يعني كثروا كما يكثر النبات والريش.

قال قتادة : (حتّى عفوا) : سروا بذلك،

وقال مقاتل بن حيان : (عفوا) حتى كثروا وتركوا ولم يستكثروا وأصله من الكثرة.

وقال النبيّ (صلى اللّه عليه وسلم) (أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى).

وقال الشاعر :

يقول من بعد أُولاك أولات

أتوا زماناً ليس عندهم بعيد

وقال آخر :

ولكنا نعض السيف منها

بأسوق عافيات الشحم كوم

{وَقَالُوا} من جهلهم وغفلتهم {قَدْ مَسَّ ءَابَآءَنَا الضَّرَّآءُ وَالسَّرَّآءُ} فنحن مثلنا فقال اللّه تعالى {فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً} (فجأة عِبرة لمن بعدهم). {وَهُمْ يَشْعُرُونَ} بنزول العذاب

﴿ ٩٥