٢٦

{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ}

في العدد {مُّسْتَضْعَفُونَ فِى الأرض} أرض مكّة في عنفوان الإسلام {تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ} يُذهب بكم {النَّاسُ} كفّار مكّة،

وقال وهب : فارس والروم {فََاوَاكُمْ} إلى المدينة {وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ} يوم بدر أيدكم بالانتصار وأُمدّكم بالملائكة {وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ} يعني الغنائم أجالها لكم ولم يجلها لأحد قبلكم {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} .

قال قتادة : كان هذا الحي من العرب أذلّ الناس ذلاًّ وأشقاهم عيشاً وأجوعهم بطناً وأغراهم جلوداً وآمنهم ضلالا،

من عاش منهم عاش شقياً ومن مات منهم ردى في النار مكعوبين على رأس الحجرين الأشدين فارس والروم.

يؤكلون ولا يأكلون وما في بلادهم شيء عليه يحسدون،

واللّه ما نعلم قبيلاً من حاضر أهل الأرض يومئذ كانوا شر منزلاً منهم حتّى جاء اللّه عزّ وجلّ بالاسلام فمكن في البلاد ووسع به في الرزق وجعلكم به ملوكاً على رقاب الناس.

وبالإسلام أعطى اللّه ما رأيتم فاشكروا للّه نعمه،

فإن ربكم منعم يجب الشكر له (وأجمل) الشكر في مزيد من اللّه تعالى.

﴿ ٢٦