٥٨-٥٩

{وَإِمَّا تَخَافَنَّ} تعلمنّ يا محمد {مِن قَوْمٍ} معاهدين لك {خِيَانَةً} نكث عهد ونقض عقد بما يظهر لك منهم من آثار الغدر والخيانة كما ظهر من قريظة والنضير {فَانبِذْ إِلَيْهِمْ} فاطرح إليهم عهدهم {عَلَى سَوَآءٍ} وهذا من الحان القرآن،

ومعناه : فناجزهم الحرب،

وأعلمهم قبل حربك إياهم أنك فسخت العهد بينك وبينهم حتى تصير أنت وهم على سواء من العلم بأنك محارب،

فيأخذوا للحرب أهبتها وتبرؤوا من الغدر،

وقال الوليد بن مسلم : على سواء أي على مهل وذلك قوله {فَسِيحُوا فِى الأرض أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} .

{إنَّ اللّه لا يُحِبُّ الخَائِنِينَ وَلا يَحْسَبَن} قرأ أبو جعفر،

وابن عامر بالباء على معنى لاتحسبن الذين كفروا انهم أنفسهم سابقين فائتين من عذابنا،

وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب {الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ} قرأ العامة بالكسر على الابتداء،

وقرأ أهل الشام وفارس بالفتح ويكون لا صلة،

تقديره : ولا تحسبن الذين كفروا أن سبقوا أنّهم يعجزون أي يفوتون.

﴿ ٥٨