٦

{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} معناه وإن استجارك أحد،

لأن حروف الجر لاتلي غير الفعل يقول الشاعر :

عاود هراة وإن معمورها خربا،

أي وإن غرب معمورها. وقال أخر :

أتجزع إن نفس أتاها حمامها

فهلاّ التي عن بين جنبيك تدفع

ومعنى الآية : وإن أحد من المشركين الذين أمرتك بقتالهم وقبلهم استجارك أي استعاذ بك واستأمنك بعد انسلاخ الأشهر الحرم ليسمع كلام اللّه {فَأَجِرْهُ} فأعذه وأمنه {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللّه} فتقيم عليه حجة اللّه،

وتبين له دين اللّه عز وجل،

فإن أسلم فقد نال عز الإسلام وخير الدنيا والآخرة وصار رجلاً من المسلمين،

وإن أبى أن يسلم {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} دار قومه فإن قاتلك بعد ذلك فقدرت عليه فاقتله {ذَلِكَ بأنهم قَوْمٌ لا يَعْلَمُون} دين اللّه وتوحيده.

قال الحسن : وهذه الآية محكمة إلى يوم القيامة وليست بمنسوخة. قال سعيد بن جبير : جاء رجل من المشركين إلى علي بن أبي طالب ح،

فقال : إن أراد الرجل منا أن يأتي محمداً بعد انقضاء هذا الأجل يسمع كلامه أو يأتيه لحاجته،

فقال علي لا لأن اللّه عز وجل يقول : {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} الآية.

﴿ ٦