١٢-١٣

{أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} قال أبوهم : {إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} فحينئذ قالوا {مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غداً} إلى الصحراء {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} .

وقرأ أبو عمرو بالنون فيهما وكذلك ابن عامر قال،

هارون : فقلت لأبي عمرو : كيف تقرأ نرتع ونلعب وهم أنبياء؟

قال : لم يكونوا يومئذ أنبياء،

وقرأ أهل الكوفة كلاهما بالياء أي ننعم ونأكل وننشط ونلهو،

يقال : رتع فلان في ماله إذا أنعم وأنفقه في شهواته. قال القطامي :

أكفراً بعد ردّ الموت عنّي

وبعد عطائك المائة الرتاعا

وقال ابن زيد : معناه يرعى غنمه،

وينظر ويعقل فيعرف ما يعرف الرجل.

وقرأ يعقوب بالنون {وَيَلْعَبْ} بالياء ردّاً للعب إلى يوسف والرتوع إلى إخوته،

وقرأ أهل الحجاز نرتع بكسر العين من الارتعاء،

أي نتحارس ويحفظ بعضنا بعضاً {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .

{قَالَ} لهم يعقوب {إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُوا بِهِ} أي ذهابكم {وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} لا تشعرون،

وذلك أن يعقوب رأى في منامه أن الذئب قد شدّ على يوسف وكان يحذره،

ومن ثم قال هذا فلقّنهم العلة وكانوا لا يدرون

﴿ ١٢