٩

{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ يَعْلَمُهُمْ إِلا اللّه} يعني من كان بعد قوم نوح وعاد وثمود.

وكان ابن مسعود يقرأها : {وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ يَعْلَمُهُمْ إِلا اللّه} ثم يقول كذب النسابون {جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ} .

قال ابن مسعود : يعني عضوا على أيديهم غيظاً.

قال ابن زيد وقرأ : {عَضُّوا عَلَيْكُمُ انَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} .

ابن عباس : لما سمعوا كتاب اللّه عجبوا فرجعوا بأيديهم إلى أفواههم.

مجاهد وقتادة : كذبوا الرسل وردّوا ما حلوا به.

الأخفش وأبو عبيدة : أي تركوا ما أُمروا به وكفوا عنه ولم يمضوه ولم يؤمنوا.

تقول العرب للرجل إذا أمسك عن الجواب فلم يجب وسكت : قد ردّ يده في فيه.

قال القيسي : إنا لم نسمع واحداً من العرب يقول ردّ يده في فيه إذا ترك ما أمر به وإنما المعنى إنهم عضوا على الأيدي حيفاً وغيظاً.

كقول الشاعر :

تردون في فيه غش الحسود

يعني أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أنامله العشر

وقال الهذلي :

قد أفنى أنامله أزمة

فأضحى يعض على الوظيفا

الوظيف يعني الذراع والساق،

واختار النحاس هذا القول؛ لقوله تعالى {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ انَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} .

وأنشد

لو أن سلمى أبصرت تخددي

ودقة في عظم ساقي ويدي

وبعد أهلي وجفاء عودي

عضت من الوجد بأطراف اليد

قال الكلبي : يعني من الأمم ردّوا بأيديهم إلى أفواههم أي في أفواه أنفسهم؛ إشارة إلى الرسل إن اسكتوا.

مقاتل : فردوا أيديهم على أفواه الرسل حين يسكتونهم بذلك {وَقَالُوا} يعني الأُمم للرسل،

{إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ} موجب الريبة موقع للتهمة

﴿ ٩