١١

{وَيَدْعُ الإنسان} حذفت الواو هنا في اللفظ والخط ولم يحذف في المعنى لأنها في موضع رفع وكان حذفها باستقالتها اللام الساكنة كقوله {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} {يمحُ اللّه الباطل} ،

و{يُؤْتِ اللّه الْمُؤْمِنِينَ} {وينادي المنادي} {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} ومعنى الآية ويدع الانسان على (ماله وولده ونفسه بالسوء) وقوله عند الضجر والغضب : اللّهم العنه اللّهم أهلكه {دُعَآءَهُ بِالْخَيْرِ} أي كدعائه ربه أن يهب له العافية والنعمة ويرزقه السلامة في نفسه وماله وولده (بالشر لهلك) ولكن اللّه بفضله لا يستجيب له في ذلك،

نظيره قوله تعالى {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّه لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} {وَ كَانَ الإنسَانُ عَجُولا} عجلاً بالدعاء على مايكره أن يستجاب له فيه.

قال مجاهد وجماعة من المفسرين،

وقال ابن عبّاس : (يريد) ضجراً لا صبراً له على سراء ولا ضرّاء.

وقال قوم من المفسرين : أراد الانسان آدم.

قال سلمان الفارسي : أول ما خلق اللّه من آدم رأسه،

فجعل ينظر وهو يخلق جسده فلما كان عند العصر بقيت رجلاه لو يبث فيها الروح،

فقال : يارب عجّل قبل الليل فذلك قوله {وَ كَانَ الإنسَانُ عَجُولا} .

وروى الضحاك عن ابن عبّاس قال : لما خلق اللّه رأس آدم نظر إلى جسده فأعجبه،

فذهب لينهض فلم يقدر،

فهو قول اللّه {وَكَانَ الإنسان عَجُو} (وقيل : المراد آدم فإنه لما اهتدى للصح إلى سترته ذهب لينهض فسقط،

يروى أنه علم وقع أسيراً إلى سودة بنت زمعة فرحمته لأنينه فأرخت من كتافه فهرب فدعا النبي عليها بقطع اليد ثم ندم فقال : اللّهم إنما أنا بشر فمن دعوت عليه فاجعل دعائي رحمة له فنزلت هذه الآية)

﴿ ١١