١١

قوله : {فَضَرَبْنَا عَلَى ءَاذَانِهِمْ} هذا من فصيحات القرآن التي أقرّت العرب بالقصور عن الإتيان بمثله،

ومعناه : أنمناهم وألقينا وسلّطنا عليهم النوم،

كما يقال : ضرب اللّه فلانَ بالفالج،

أي ابتلاه به وأرسله عليه. وقيل : معناه حجبناهم عن السمّع،

وسددنا نفوذ الصوت إلى مسامعهم،

وهذا وصف الأموات والنيام. وقال قطرب : هو كقول العرب : ضرب الأمير علي يد الرعية،

إذا منعهم عن العبث والفساد،

وضرب السّيد على يدي عبده المأذون في التجارة،

إذا منعه عن التصرّف فيها. قال الأسود بن يعفر،

وكان ضريراً :

ومن الحوادث لا أبا لك أنني

ضربت عليّ الأرض بالأسداد

{سِنِينَ عَدَدًا} أي معدودة،

وهو نعت للسنين،

فالعدّ المصدر،

والعدد الاسم المعدود،

كالنقص والنقض والخبط والحبط. وقال أبو عبيدة : هو نصب على المصدر.

﴿ ١١