| ١٤{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا} قرأ ابن عامر عظماً على الواحد في الحرفين، ومثله روى أبو بكر عن عاصم لقوله لحماً، وقرأ الآخرون بالجمع لأنّ إلانسان ذو عظام كثيرة. {فَكَسَوْنَا} فألبسنا {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ} اختلف المفسرون فيه. قال ابن عباس ومجاهد والشعبي وعكرمة وأبو العالية والضحاك وابن زيد : نفخ الروح فيه. قتادة : نبات الأسنان والشعر. ابن عمر : استواء الشباب، وهي رواية ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد. وروى العوفي عن ابن عباس : إنّ ذلك تصريف أُحواله بعد الولادة، يقول : خرج من بطن أُمّه بعد ما خلق فكان من بدو خلقه الآخر أن استهلّ، ثمَّ كان من خلقه أن دُلّ على ثدي أُمّة، ثمّ كان من خلقه أن عُلّم كيف يبسط رجليه، إلى أن قعد، إلى أن حبا، إلى أن قام على رجليه، إلى أن مشى، إلى أن فطم، فعلم كيف يشرب ويأكل من الطعام، إلى أن بلغ الحلمَ، إلى أن بلغ ان يتقلّب في البلاد. وقيل : الذكورة والأُنوثية، وقيل : إعطاء العقل والفهم. {فَتَبَارَكَ اللّه} أي استحق التعظيم والثناء بأنّه لم يزل ولا يزال وأصله من البروك وهو الثبوت. {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} أي المصوّرين والمقدّرين، مجاهد : يصنعون و يصنع اللّه واللّه خير الصانعين. ابن جريج : إنما جمع الخالقين لأنّ عيسى كان يخلق، فأخبر جلَّ ثناؤه أنّه يخلقُ أحسن ممّا كان يخلق. وروى أبو الخليل عن أبي قتادة قال : لمّا نزلت هذه الآية إلى آخرها قال عمر بن الخطاب ح (فتبارك اللّه أحسن الخالقين) فنزلت {فَتَبَارَكَ اللّه أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} . قال ابن عباس : كان ابن أبي سرح يكتب لرسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) فأملى عليه هذه الآية، فلمّا بلغ قوله {خَلْقًا ءَاخَرَ} خطر بباله {فَتَبَارَكَ اللّه أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} فلمّا أملاها كذلك لرسول اللّه قال عبد اللّه : إن كان محمد نبيّاً يوحى إليه فانا نبىّ يوحى إليّ، فلحق بمكة كافراً. | 
﴿ ١٤ ﴾