١١-١٢

{بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذّب بالساعة سعيراً إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيُّظاً} أي غلياناً وفوراناً كالغضبان إذا غلا صدره من الغضب {وَزَفِيرًا} ومعنى قوله : سمعوا لها تغيّظاً أي صوت التغيّظ من التلهّب والتوقّد،

وقال قطرب : التغيظ لا يُسمع وإنّما المعنى : رأوا لها تغيّظاً وسمعوا لها زفيراً. قال الشاعر :

ورأيت زوجك في الوغى

متقلّداً سيفاً ورمحا

أي حاملاً رمحاً.

أخبرني أبو عبد اللّه بن فنجويه قال : حدّثنا أبو بكر بن خرجة قال : حدّثنا أبو جعفر بن أبي شيبة قال : حدّثني عمي أبو بكر قال : حدّثنا محمد بن يزيد عن الأصبغ بن زيد الورّاق عن خالد بن كثير عن خالد بن دريك عن رجل من أصحاب رسول اللّه قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (مَن كذب عليّ متعمّداً فليتبّوأ بين عينَي جهنم مقعداً فقال : يا رسول اللّه وهل لها من عينين؟

قال : نعم ألم تسمع إلى قول اللّه سبحانه {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} ).

﴿ ١١