| ١٨{ءَأنتم أضللتُم عبادي هؤلاء أم هم ضلّوا السبيل قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من أولياء} أي ما كان ينبغي لنا أن نوالي أعداءك بل أنت وليّنا من دونهم، وقرأ الحسن وأبو جعفر : أن نُتَّخذ بضم النون وفتح الخاء. قال أبو عبيد : هذا لا يجوز لأنَّ اللّه سبحانه ذكر (مِن) مرّتين، ولو كان كما قالوا لقال : أن نتّخذ من دونك أولياء. وقال غيرهُ : (من) الثاني صِلة. {وَلَاكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَءَابَآءَهُمْ} في الدنيا بالصحة والنعمة {حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ} أي تركوا القرآن فلم يعملوا بما فيه، وقيل : الرسول، وقيل : الإسلام، وقيل : التوحيد، وقيل : ذكر اللّه سبحانه وتعالى. {وَكَانُوا قَوْمَا بُورًا} أي هلكى قد غلب عليهم الشقاية والخذلان، وقال الحسن وابن زيد : البور : الذي ليس فيه من الخير شيء، قال أبو عبيد : وأصله من البوار وهو الكساد والفساد ومنه بوار الأيم وبوار السلعة، وهو اسم مصدر كالزور يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمؤنث والمذكر. قال ابن الزبعرى : يا رسول المليك إنّ لساني راتق ما فتقت إذ أنا بُور وقيل : هو جمع البائر، ويقال : أصبحت منازلهم بوراً أي خالية لا شيء فيها، فيقول اللّه سبحانه لهم عند تبرّي المعبودين منهم | 
﴿ ١٨ ﴾