٥٨-٥٩{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم} أي على شذّادها {مَّطَرًا} وهو الحجارة {فَسَاءَ مَطَرُ المُنذَرِينَ قُلِ الحَمْدُ للّه} قال الفرّاء : قيل للوط : {قُلِ الْحَمْدُ للّه} على هلاك كفار قومي. وقال الباقون : الخطاب لرسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يعني و {قُلِ الْحَمْدُ للّه} على هلاك كفّار الأُمم الخالية، وقال مقاتل : على ما علّمك هذا الأمر. الآخرون : على جميع نعمه. {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} لرسالاته وهم الأنبياء (عليهم السلام)، عن مقاتل دليله قوله : {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} وأخبرني عبداللّه بن حامد قال : أخبرنا السدي. قال : حدّثنا أحمد بن نجدة. قال : حدّثنا الحماني. قال : حدّثنا الحكم بن طهر، عن السدّي، عن أبي مالك، عن ابن عباس {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} قال : أصحاب محمّد (عليه السلام). وأخبرني عبدالرحيم بن إبراهيم بن محمّد العدل بقراءتي عليه، قال : أخبرني عبداللّه بن محمّد بن مسلم، فيما أجازه لي أنّ محمّد بن إدريس حدّثهم، قال : حدّثنا الحميدي. قال : سمعت سفيان سُئل عن {عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} قال : هم أصحاب محمّد. وقال الكلبي : هم أُمّة محمّد اصطفاهم اللّه لمعرفته وطاعته، ثمّ قال إلزاماً للحجّة : {ءَآللّه} القراءة بهمزة ممدودة وكذلك كلّ إستفهام فيه ألف وصل، مثل قوله : (آلذين وآلآن) جعلت المدّة علماً بين الاستفهام والخبر، ومعنى الآية : اللّه الذي صنع هذه الأشياء {خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} من الأصنام، وقرأ عاصم وأهل البصرة (بالياء)، الباقون (بالتاء)، وكان النبي (عليه السلام) إذا قرأ هذه الآية قال : (بل اللّه خيرٌ وأبقى وأجلّ وأكرم). |
﴿ ٥٩ ﴾