٤١

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللّه أَوْلِيَآءَ} يعني : الأصنام يرجون نصرها ونفعها عند حاجتهم إليها {كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} لنفسها كيما يكنّها فلم يغن عنها بناؤها شيئاً عند حاجتها إياه،

فكما أنّ بيت العنكبوت لا يدفع عنها برداً ولا حراً كذلك هذه الأوثان لا تملك لعابديها نفعاً ولا ضراً ولا خيراً ولا شراً.

{وَإِنَّ أَوْهَنَ} أضعف {الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} قال النحاة : العنكبوت مؤنثة التاء التي فيها،

وقد يذكّرها بعض العرب،

أنشد الفراء :

على هطالهم منهم بيوت

كأنّ العنكبوت هو ابتناها

وزنته فعللون.

أخبرني ابن فنجويه،

قال : حدثنا ابن شنبه،

قال : حدثنا أبو حامد المستملي،

قال : حدثنا محمد بن عمران الضبي،

قال : حدثني محمد بن سليمان المكي،

قال : حدثني عبد اللّه بن ميمون القداح،

قال : سمعت جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي يقول : قال علي بن أبي طالب : طهّروا بيوتكم من نسيج العنكبوت،

فإنّ تركه في البيوت يورث الفقر،

قال : سمعت علياً يقول : منع الخميرة يورث الفقر.

﴿ ٤١