١٨{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا} وهي الشام {قُرًى ظَاهِرَةً} أي متواصلة تظهر الثانية من الأُولى لقربها منها. قال الحسن : كان أحدهم يغدوا فيقيل في قرية ويروح فيأوي إلى أُخرى، وكانت المرأة تخرج معها مغزلها وعلى رأسها مكتلها ثم تمتهن بمغزلها فلا تأتي بيتها حتى يمتلئ مكتلها من الثمار، وكان ما بين اليمن والشام كذلك. وقال ابن عباس : قرئ ظاهرة يعني : قرئ عربيّة بين المدينة والشام. سعيد بن جُبير : هي القرى التي ما بين مأرب والشام. مجاهد : هي السروات، وهب بن منبه : هي قرى صنعاء. {وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ} أي جعلنا السير بين قراهم والقرى التي باركنا فيها سيراً مقدراً من منزل إلى منزل، ومن قرية إلى قرية، لا ينزلون إلاّ في قرية، ولا يغدون إلاّ في قرية، وقلنا لهم : {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِىَ وَأَيَّامًا} وقت شئتم {ءَامِنِينَ} : لا تخافون عدوّاً ولا جوعاً ولا عطشاً، ولا تحتاجون إلى زاد ولا ماء، فبطروا وطغوا ولم يصبروا على العافية وقالوا : لو كان جَنْيُ جِنانِنا أبعد مما هي كان أجدر أن نشتهيه. |
﴿ ١٨ ﴾