١٥-١٨{يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى اللّه واللّه هو الغني الحميد إن يشأ يُذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على اللّه بعزيز ولا تزروا وازرةٌ وُزر أُخرى}، سئل الحسين بن الفضل عن الجمع بين هذه الآية وبين قوله سبحانه وتعالى : {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} فقال : {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} طوعاً {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ} كرهاً. {وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا يُحْمَلْ مِنْهُ} يعني وإن تدع نفس مثقلة بذنوب غيرها إلى حملها، أي حمل ما عليها من الذنوب {يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} : ولو كان المدعوّ ذا قربى له : ابنه أو أُمه أو أباه أو أخاه. أخبرني ابن فنجويه قال : حدثنا عن أحمد بن محمد بن رزمة القزويني عن محمد بن عبد ابن عامر السمرقندي قال : حدّثنا إبراهيم بن الأشعث قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : قوله سبحانه : {لا يحمل منه شيء لو كان ذا قربى} قال : يعني الوالدة تلقي ولدها يوم القيامة فتقول : يا بني ألم تكن بطني لك وعاء؟ ألم يكن لك ثديي سقاء؟ فيقول : بلى يا أُماه. فتقول : يا بُني قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني ذنباً واحداً. فيقول : يا أُماه إليكِ عني، فإني اليوم عنكِ مشغول. {إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ} أي يخافونه ولم يروه، {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ} صلح عمل خيراً وصالحاً {فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللّه الْمَصِيرُ} . |
﴿ ١٦ ﴾