٥

{رَّبُّ السَّمَاوَاتِ والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} أي مطالع الشمس؛ وذلك أنّ اللّه تعالى خلق للشمس ثلاثمئة وستين كوة في المشرق،

وثلثمائة وستين كوة في المغرب على عدد أيام السنة تطلع كل يوم من كوة منها وتغرب في كوة منها فهي المشارق والمغارب.

حدّثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي إملاءً قال : حدّثنا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي إملاءً قال : حدّثني إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرَّحْمن بن عمر بن منيع صدوق ثقة قال : حدّثنا ابن عليه عن عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة قال : قال ابن عباس : إنّ الشمس تطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة تطلّع كل يوم في كوة ولا ترجع إلى تلك الكوة إلاّ ذلك اليوم من العام القابل،

ولا تطلع إلاّ وهي كارهة،

فتقول : ربّ لا تطلعني على عبادك؛ فإني أراهم يعصونك ويعملون بمعاصيك أراهم. قال : أولم تسمعوا إلى ما قال أُمية بن أبي الصلت : حتى تجر وتجلد؟

قلت : يا مولاي وتجلد الشمس؟

قال : عضضت بهن أبيك،

إنما اضطره الروي إلى الجلد.

وقيل : وكل موضع شرقت عليه الشمس فهو مشرق،

وكل موضع غربت عليه فهو مغرب،

كأنه أراد ربّ جميع ما شرقت عليه الشمس.

﴿ ٥