١٣-١٥

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللّه ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَوَصَّيْنَا الاْنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إحْسَانا} قرأ العامّة : (حسناً) بدون ألف،

وقرأ أهل الكوفة : (إحساناً) وهي قراءة ابن عبّاس.

{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا} بَكُره ومشقّة. {وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} وفِطامه،

وقرأ الحسن ويعقوب : (وفصله) بغير ألف. {ثَلَاثُونَ شَهْرًا} قال المفسِّرون : حَملَهُ ستّة أشهر ورضاعه أربعة وعشرون شهراً.

وقال ابن إسحاق : حمله تسعة أشهر وفصاله من اللبن لأحد وعشرين شهراً.

{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ} نهاية قوّته وقامته وغاية شبابه واستوائه وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى أربعين سنة،

فذلك قوله تعالى : {وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} قال السدي والضحاك : نزلت هذه الآية في سعد بن أبي وقّاص. وقد مضت القصة،

وقال الآخرون : نزلت في أبي بكر الصدّيق ح وأبيه أبي قحافة عثمان بن عمرة،

وأُمّه أُمّ الخير بنت صخر بن عمرو بن عامر،

فلمّا بلغ أبو بكر أربعين سنة آمن بالنبي (صلى اللّه عليه وسلم) وقال لربّه : إنّي تبت إليك وإنّي من المسلمين.

أخبرنا ابن منجويه،

حدّثنا عبيداللّه بن محمّد بن شنبه،

حدّثنا إسحاق بن صدقة،

حدّثنا عبداللّه بن هاشم،

عن سيف بن عمر،

عن عطية،

عن أبي أيّوب،

عن علي ح في قوله : {وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} نزلت في أبي بكر،

أسلم أبواه جميعاً ولم يجتمع لأحد من أصحاب رسول اللّه (من) المهاجرين (أسلم) أبواه غيره،

أوصاه اللّه بهما ولزم ذلك مَن بعده.

{قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى} ألهمني وأوسعني. {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} أن تجعلهم مؤمنين صالحين. قالوا : فأجاب اللّه تعالى أبا بكر في أولاده فأسلموا،

ولم يكن أحد من الصحابة أسلم هو ووالداه وبنوه وبناته إلاّ أبو بكر ح.

﴿ ١٣