١٠

{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ} يا محمّد بالحديبية على أن لا يفروا {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللّه} .

أخبرنا ابن منجويه،

حدّثنا ابن حبش المقري،

حدّثنا محمّد بن عمران،

حدّثنا أبو عبداللّه المخزومي،

حدّثنا سفيان بن عينية،

عن عمرو بن دينار إنّه سمع جابراً يقول : كنّا يوم الحديبية ألف وأربعمائة،

فقال لنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (أنتم اليوم خير أهل الأرض). قال : وقال لنا جابر : لو كنت أبصر لأريتكم موضع الشجرة،

وقال : بايعنا رسول اللّه تحت السمّرة على الموت على أن لا نفرّ،

فما نكث أحد منّا البيعة،

إلاّ جد بن قيس وكان منافقاً،

اختبأ تحت أبط بعيره،

ولم يسر مع القوم. {يَدُ اللّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} قال ابن عبّاس : {يَدُ اللّه} بالوفاء لما وعدهم من الخير {فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} بالوفاء.

وقال السدي : {يَدُ اللّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} وذلك إنّهم كانوا يأخذون بيد رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) ويبايعونه،

و {يَدُ اللّه فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} عند المبايعة.

وقال الكلبي : معناه نعمة اللّه عليهم فوق ما صنعوا من البيعة،

وقال ابن كيسان : قوّة اللّه ونصرته فوق قوّتهم ونصرتهم.

{فَمَن نَّكَثَ} يعني البيعة {فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} عليه وباله {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللّه فَسَيُؤْتِيهِ} قرأ أهل العراق (بالياء)،

وغيرهم (بالنون).

{أَجْرًا عَظِيمًا} وهو الجنّة

﴿ ١٠