١٣-١٥

{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللّه وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرا وللّه مُلْكُ السَّماوَاتِ وَالاْرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللّه غَفُوراً رَحِيماً سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ} عن الحديبية {إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ} يعني غنائم خيبر {لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ} إلى خيبر فنشهد معكم،

فقال أهلها : {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللّه} قرأ حمزة والكسائي (كلم اللّه) بغير (ألف)،

وغيرهم (كلام اللّه)،

واختاره أبو عبيد وأبو حاتم،

قال الفرّاء : الكلام مصدر،

والكلم جمع الكلمة،

ومعنى الآية يريدون أن يغيّروا وعد اللّه الذي وعد أهل الحديبية،

وذلك أنّ اللّه تعالى جعل غنائم خيبر لهم عوضاً من غنائم أهل مكّة،

إذا انصرفوا عنهم على صلح،

ولم يصيبوا منهم شيئاً،

وقال ابن زيد : هو قوله تعالى : {فَاسْتَ ْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِىَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِىَ عَدُوًّا} . والقول الأوّل أصوب،

وإلى الحقّ أقرب،

لأنّ عليه عامّة أهل التأويل،

وهو أشبه بظاهر التنزيل لأنّ قوله : {فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِىَ أَبَدًا} نزلت في غزوة تبوك. {قُل لَّن تَتَّبِعُونَا} إلى خيبر. {كَذَالِكُمْ قَالَ اللّه مِن قَبْلُ} أي من قبل مرجعنا إليكم : إنّ غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية،

ليس لغيرهم فيها نصيب.

{فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا} أن نصيب معكم من الغنائم.

﴿ ١٣