١٧{كَانُوا قَلِيلا مِّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} اختلف العلماء في حكم (ما)، فجعله بعضهم جحداً، وقال : تمام الكلام عند قوله : {كَانُوا قَلِيلا} أي كانوا قليلا من الناس، ثم ابتدأ {مَا يَهْجَعُونَ} أي لا ينامون بالليل، بل يقومون للصلاة والعبادة، وجعله بعضهم بمعنى (الذي)، والكلام متّصل بعضه ببعض، ومعناه : كانوا قليلا من الليل الذي يهجعون، أي كانوا قليلا من الليل هجوعهم؛ لأنّ (ما) إذا اتصل به الفعل، صار في تأويل المصدر كقوله : {بِمَا ظَلَمُوا} أي بظلمهم، وجعله بعضهم صلة، أي كانوا قليلا من الليل يهجعون. قال محمد بن علي : (كانوا لا ينامون حتى يصلّوا العتمة)، وقال أنس بن مالك : يصلّون ما بين المغرب والعشاء، وقال مطرف : قلّ ليلة تأتي عليهم لا يصلّون فيها للّه سبحانه، إما من أوّلها، وإما من أوسطها، وقال الحسن : لا ينامون من الليل إلاّ أقلّة، وربما نشطوا فمدّوا إلى السحر.  | 
	
﴿ ١٧ ﴾