١٨-١٩

{وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم} ،

قال ابن عباس وسعيد بن المسيب : السائل : الذي يسأل الناس،

والمحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم.

وقال قتادة والزهري : السائل الذي يسألك،

والمحروم : المتعفف الذي لا يسألك،

وقال إبراهيم : هو الذي لا سهم له في الغنيمة،

يدلّ عليه ما روى سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسين بن محمد أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) بعث سريّة فغنموا،

فجاء قوم لم يشهدوا الغنيمة،

فنزلت هذه الآية،

وقال عكرمة : المحروم : الذي لا ينمي له مال،

وقال زيد بن أسلم : هو المصاب بثمره أو زرعه أو نسل ماشيته.

أخبرني الحسن بن محمد،

قال : حدّثنا محمد بن علي بن الحسن الصوفي قال : حدّثنا الحسن بن علي الفارسي قال : حدّثنا عمرو بن محمد الناقد قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال : حدّثنا محمد بن مسلم الطائفي عن أيوب بن موسى عن محمد بن كعب القرظي : المحروم صاحب الحاجة،

ثم قرأ : {إنّا لمغرمون بل نحن محرومون} ،

ونظيره في قصة ضروان {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} ،

وأخبرنا الحسين قال : حدّثنا عمر بن أحمد بن القاسم قال : حدّثنا محمد بن أيوب قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة،

قال : حدّثنا عبد (...) عن شعبة عن عاصم يعني الأحول عن أبي قلابة،

قال : كان رجل من أهل اليمامة له مال،

فجاء سيل فذهب بماله،

فقال رجل من أصحاب النبي (صلى اللّه عليه وسلم) هذا المحروم فاقسموا له.

وقال الشعبي : أعناني أن أعلم ما المحروم،

لقد سألت عن المحروم منذ سبعين سنة،

فما أنا اليوم بأعلم مني من يومئذ.

وأصله في اللغة الممنوع،

من الحرمان،

وهو المنع.

أخبرنا أبو سهيل بن حبيب قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى قال : حدّثنا أبو بكر بن محمد بن حمدون بن خالد قال : حدّثنا علي بن عثمان النفيلي الحراني،

قال : حدّثنا علي بن عباس الحمصي،

قال : حدّثنا سعيد بن عمارة بن صفوان الكلاعي عن الحرث بن النعمان ابن أُخت سعيد بن جبير قال : سمعت أنس بن مالك يحدّث عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (يا أنس ويل للاغنياء من الفقراء يوم القيامة،

يقولون : يا ربّ ظلمونا حقوقنا التي فرضتها عليهم. قال : فيقول : وعزّتي وجلالي لأقربنّكم ولأُبعدنّهم).

قال : فتلا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) عليه هذه الآية : {وَفِى أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّآلِ وَالْمَحْرُومِ} .

﴿ ١٩