١٠-١١{ومالكم ألا تنفقوا في سبيل اللّه وللّه ميراث السماوات والأرض} ثم بيّن سبحانه فضل السابقين في الانفاق والجهاد فقال عزّ من قائل {يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ} يعني : فتح مكة في قول أكثر المفسرين. وقال الشعبي : هو صلح الحديبية قال : وقال أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) يا رسول اللّه أفتح هو؟ قال : (نعم عظيم). وقاتل مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) {أُولَاكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ} أي من بعد الفتح {وَقَاتَلُوا} . أخبرني عقيل أن المعافى أخبرهم عن محمد بن جرير حدّثني ابن البرقي، حدّثنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم عن أبي سعيد التمار عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم). قال : من هم يا رسول اللّه؟ قريش. قال : (لا هم أرق أفئدة وألين قلوباً ) وأشار بيده إلى اليمن فقال : (هم أهل اليمن، ألا إن الإيمان يمان والحكمة يمانية) فقلنا : يا رسول اللّه هم خير منّا؟ قال : (والذي نفسي بيده لو كان لأحدهم جبل من ذهب ينفقه ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه) ثم جمع أصابعه ومدَّ خنصره فقال : (ألا إن هذا فضل ما بيننا وبين الناس لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل). وروى محمد بن الفضل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق ح، وفي هذه الآية دلالة واضحة وحجة بيّنة على فضل أبي بكر بتقديمه لأنه أول من أسلم. أخبرنا عبداللّه بن حامد، أخبرنا أبو بكر، أخبرنا أحمد بن إسحاق الفقيه أخبرنا محمد بن أيوب، أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، حدّثنا عكرمة بن عماد، حدّثنا شداد بن عبداللّه أبو عمار وقد كان أدرك نفراً من أصحاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : قال أبو امامة لعمرو بن عبسة بأي شيء تدّعي أنك ربع الإسلام؟ قال : إني كنت أرى الناس على الضلالة ولا أرى الأوثان شيئاً، ثم سمعت عن رجل يخبرنا أخبار مكة فركبت راحلتي حتى قدمت عليه، فإذا قومه عليه جرآء قال : قلت : ما أنت؟ قال : أنا نبي. قلت : وما نبي؟ قال : رسول اللّه. قلت : بأي شيء أرسلك؟ قال : (أوحد اللّه ولا أشرك به شيئاً وكسر الأوثان وصلة الأرحام). قلت : من معك على هذا؟ قال : حرّ وعبد. وإذا معه أبو بكر وبلال، فأسلمت عند ذلك فلقد رأيتني ربع الإسلام. ولأنه أول من أظهر الإسلام : أخبرنا أبو محمد الأصبهاني، أخبرنا أبو بكر الصعي، أخبرنا عبداللّه بن احمد بن حنبل، أخبرنا أبي، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، حدّثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبداللّه ابن مسعود قال : كان أول من أظهر الإسلام رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وأبو بكر وعمار وأُمّه سمية وصهيب وبلال والمقداد. ولأنه أول من قاتل على الإسلام : أخبرنا أبو نصر النعمان بن محمد الجرجاني بها، أخبرنا أبو الطاهر محمد بن الحسن المحمدآبادي وحدّثنا أبو قلابة، حدّثنا يحيى بن أبي كثير، حدّثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبداللّه بن مسعود قال : أول من أظهر الإسلام بسيفه النبي (صلى اللّه عليه وسلم) وأبو بكر ح. ولأنه أول من أنفق على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) في سبيل اللّه. أخبرنا عبداللّه بن حامد، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، أخبرنا محمد بن يونس، حدّثنا العلا بن عمرو الشيباني، حدّثنا أبو إسحاق الفزاري، حدّثنا سفيان بن سعيد عن آدم بن علي عن ابن عمر قال : كنت عند النبي (صلى اللّه عليه وسلم) وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خللّها في صدره بخلال فقال : (أنفق ماله عليَّ قبل الفتح). قال : فإن اللّه عزّوجل يقول : إقرأ عليه السلام وتقول له : أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال أبو بكر : أأسخط ؟ إني عن ربي راض إني عن ربي راض. ولهذا قدّمه الصحابة على أنفسهم وأقروا له بالتقدم والسّبق. وأخبرنا عبداللّه بن حامد، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا محمد بن يونس عقبة بن سنان، حدّثنا أبو بشر، حدّثنا الهيصم بن شداخ عن الأعمش عن عمرو بن مرّة عن عبداللّه بن سلمة عن علي ح قال : سبق رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وصلى أبو بكر وثلث عمر فلا أُوتي برجل فضلني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته جلد المفتري وطرح الشهادة. {وكلا وعد اللّه الحسنى واللّه بما تعملون خبير من ذا الذي يقرض اللّه قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم} . |
﴿ ١٠ ﴾