١٢

{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم} على الصراط {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم} .

قال بعضهم : أراد جميع جوانبهم،

فعبّر بالبعض عن الكل على مذهب العرب في الإيجاز،

ومجازه : عن أيمانهم.

وقال الضحّاك : أراد {يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم} كتبهم.

وقرأ سهل بن سعد الساعدي : بإيمانهم بكسر الهمزة،

والقراءة الصحيحة ما عليه العامة،

وأراد بالنور : القرآن.

قال عبداللّه بن مسعود : يؤتون نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يأتي نوره كالنخلة ومنهم من يؤتي نوره كالرجل القائم وأدناهم نوراً على إبهامه فيطفأ مرة ويقد مرة.

وقال قتادة : ذكر لنا أن نبي اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (من المؤمنين من يضيء نوره من المدينة إلى عدن أبين وصنعاء ودون ذلك،

حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره موضع قدميه،

وتقول لهم الملائكة : {بُشْرَ اكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا ذلك هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ).

﴿ ١٢