١٩

{وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ أُولَاكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} واحدهم : صديق وهو الكثير الصدق.

قال الضحاك : هم ثمانية نفر سبقوا أهل الأرض في زمانهم إلى الإسلام : أبو بكر وعلي وزيد وعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد وحمزة بن عبدالمطلب،

تاسعهم عمر بن الخطاب ألحقه اللّه بهم لما عرف من صدق نبيّه.

{وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ} اختلف العلماء فى نظم هذه الآية وحكمها،

فقال قوم : تمام الكلام عند قوله : {الصِّدِّيقُونَ} ثم ابتدأ فقال : {وَالشُّهَدَآءُ} وأراد بهم شهداء المؤمنين خاصة،

والواو فيه واو الاستثناء،

وهذا قول ابن عباس ومسروق وجماعة من العلماء. وقال الآخرون : هي متصلة بما قبلها،

والواو فيه واو النسق.

ثم اختلفوا في معناها،

فقال الضحّاك : نزلت في قوم مخصوصين من المؤمنين،

وكانوا كلّهم شهداء،

وقد مرّ ذكرهم.

وقال غيره : نزلت في المؤمنين المخلصين كلّهم.

أخبرني عبد اللّه بن حامد إجازة قال : أخبرنا أحمد بن عبد اللّه المزني قال : حدّثنا عبد اللّه ابن غنام النخعي قال : حدّثنا أبو كريب قال : حدّثنا عبيد بن سعيد،

عن شعبة،

عن أبي قيس،

عن الهرمل،

عن عبد اللّه قال : إنّ الرجل ليقاتل الناس ليرى مكانه،

وإنّ الرجل ليقاتل على الدنيا،

وإنّ الرجل ليقاتل ابتغاء وجه اللّه،

وإنّ الرجل ليموت على فراشه فيكون شهيداً،

ثم قرأ : {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللّه وَرُسُلِهِ أُولَاكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ} .

وأخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا محمّد بن خالد قال : حدّثنا داود بن سليمان قال : حدّثنا عبد بن حميد قال : حدّثنا أبو نعيم قال : حدّثنا سفيان بن ليث،

عن مجاهد قال : كلّ مؤمن صدّيق شهيد،

ثم قرأ هذه الآية،

يعني موصولة.

وقال ابن عباس في بعض الروايات : أراد بالشهداء الأنبياء خاصّة.

{لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} في ظلمة القيامة.

﴿ ١٩