٢٢

{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللّه} الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكة. وسنذكر القصة في سورة الامتحان إن شاء اللّه.

وقال السدّي : نزلت في عبد اللّه بن عبد اللّه بن أُبي،

وذلك أنّه كان جالساً إلى جنب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) فشرب رسول اللّه (عليه السلام) الماء،

فقال عبد اللّه : يا رسول اللّه،

أبقِ فضلة من شرابك. قال : (وما تصنع بها)؟

قال : أسقيها أبي لعلّ اللّه يطهّر قلبه.

ففعل فأتى بها أباه،

فقال : ما هذا؟

قال من شراب رسول اللّه (عليه السلام) جئتك بها لتشربها لعلّ اللّه سبحانه وتعالى يطهّر قلبك. فقال أبوه : هلاّ جئتني ببول أُمّك. فرجع إلى النبي (عليه السلام)،

فقال : يا رسول اللّه،

ائذن لي في قتل أبي. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (بل ترفّق به وتحسّن إليه).

وقال ابن جريح : حدّثت أنّ أبا قحافة سبّ النبي (صلى اللّه عليه وسلم) فصكّه أبو بكر صكّة سقط منها،

ثم ذكر ذلك للنبيّ (عليه السلام) فقال : (أوَفعلته؟).

فقال : نعم. قال : (فلا تعد إليه)

فقال أبو بكر ح : واللّه لو كان السيف منّي قريباً لقتلته،

فأنزل اللّه سبحانه هذه الآية : {يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اللّه} .

وروى مقاتل بن حيّان،

عن مرّة الهمذاني،

عن عبد اللّه بن مسعود في هذه الآية : {وَلَوْ كَانُوا ءَابَآءَهُمْ} يعني أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد اللّه بن الجراح يوم أحد {أَوْ أَبْنَآءَهُمْ} يعني أبا بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز،

وقال : يا رسول اللّه : دعني أكرّ في الرعلة الأولى. فقال له رسول اللّه : (متّعنا بنفسك يا أبا بكر،

أما تعلم أنّك عندي بمنزلة سمعي وبصري؟).

{وَإِخْوَانِهِمْ} يعني مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} يعني عمر قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة يوم بدر،

وعليّاً وحمزة وعبيدة قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر. {أو لئك كَتب في قلوبهم الإيمانَ} قراءة العامّة بفتح الكاف والنون،

وروى المفضّل عن عاصم بضمّهما على المجهول،

والأوّل أجود؛ لقوله : {وَأَيَّدَهُم} و .

قال الربيع بن أنس : يعني أثبت الإيمان في قلوبهم فهي موقنة مخلصة.

وقيل : معناه كتب في قلوبهم الإيمان،

كقوله : {فِى جُذُوعِ النَّخْلِ} .

وقيل : حكم لهم بالإيمان فذكر القلوب لأنّها موضعه.

{وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} : وقوّاهم بنصر منه،

قاله الحسن،

وقال السدّي : يعني بالإيمان. ربيع،

بالقرآن وحجّته،

نظيره : {وَ كذلك أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} . ابن جرير : بنور وبرهان وهدى. وقيل : برحمة. وقيل : أمدّهم بجبريل (عليه السلام).

{ويدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ورضواعنه أولئك حزب اللّه ألا إنّ حزب اللّه هم المفلحون}

أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا عبد اللّه بن يوسف قال : حدّثنا محمّد بن حمدان بن سفيان قال : حدّثنا محمّد بن يزيد بن عبد اللّه بن سلمان قال : حدّثنا المرداس أبو بلال قال : حدّثنا إسماعيل،

عن سعد بن سعيد الجرجاني،

عن بعض مشيخته قال : قال داود (عليه السلام) : ( إلهي، من حزبك وحول عرشك؟).

فأوحى اللّه سبحانه إليه : (يا داود،

الغاضّة أبصارهم،

النقيّة قلوبهم،

السليمة أكفّهم،

أولئك حزبي وحول عرشي).

﴿ ٢٢