٩

{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ} قراءة العامّة بالياء لقوله سبحانه {فَآمِنُوا بِاللّه وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِى أَنزَلْنَا وَاللّه بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} وقرأ (رويس عن يعقوب (يوم نجمعكم)) بالنون اعتباراً بقوله أنزلنا.

{لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلك يَوْمُ التَّغَابُنِ} وهو تفاعل من الغبن وهو فوت الحظ والمراد،

وقد ورد في تفسير التغابن عن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) ما أخبرنا الحسن بن محمّد قال : حدّثنا موسى بن محمد بن علي قال : حدّثنا عبد اللّه بن محمد بن سنان قال : حدّثنا كثير بن يحيى قال : حدّثنا أَبُو آمنة بن معلّى الثقفي قال : حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المنقري عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (ما من عبد مؤمن يدخل الجنّة إلاّ أُري مقعده من النّار لو أساء ليزداد شكراً،

وما من عبد يدخل النّار إلاّ أُري مقعده من الجنّة لو أحسن ازداد حسرة).

قال المفسّرون : من غبن أهله منازله في الجنّة فيظهر يومئذ غبن كلّ كافر ببركة الإيمان،

وغبن كلّ مؤمن بتقصيره في الإحسان وتضييعه الأيّام.

{وَمَن يُؤْمِن بِاللّه وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّ َاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا} قرأ أهل المدينة والشام ها هنا وفي السورة الّتي تليها : نكفّر وندخله بالنون،

والباقون بالياء.

{ ذلك الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

﴿ ٩