٣

{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} وهو تحريمهُ (صلى اللّه عليه وسلم) فتاته على نفسه،

وقوله لحفصة : لا تخبري بذلك أحداً.

وقال الكلبي : أسرّ إليها أنْ أباكِ وأبا عائشة يكونان خليفتين على أُمتي من بعدي.

أخبرنا عبد اللّه بن حامد قراءة عليه،

أخبرنا عمر بن الحسن،

حدّثنا أحمد بن الحسن بن سعيد،

حدّثنا أُبي،

حدّثنا حصين عن الحر المسلي عن خلف بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} قال : أسرَّ النبي (صلى اللّه عليه وسلم) أمر الخلافة بعده؛ فحدّثت به حفصة.

أخبرنا عبد اللّه بن حامد،

أخبرنا نصر بن محمد بن شيرزاد،

حدّثنا الحسن بن سعيد البزار،

حدّثنا خالد بن العوام البزار،

حدّثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران في قول اللّه تعالى {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِىُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} قال : أسرَّ إليها أنّ أبا بكر خليفتي من بعدي.

{فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} خبّرت بالحديث الذي أسرّ إليها رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) صاحبتها.

{وَأَظْهَرَهُ اللّه عَلَيْهِ} اي وأطلع اللّه نبيه (صلى اللّه عليه وسلم) على أنّها قد نبّأت به.

وقرأ طلحة بن مصرف : فلمّا أنبأت به بالألف.

{عَرَّفَ بَعْضَهُ} قرأ علي وأَبُو عبد الرّحمن والحسن البصري وقتادة والكسائي : عرف بالتخفيف.

أخبرنا محمد بن عبدوس،

حدّثنا محمد بن يعقوب،

حدّثنا محمد بن الجهم،

حدّثنا الفرّاء،

حدّثني شيخ من بني أسد يعني الكسائي عن نعيم بن عَمُرو عن عطاء عن أبي عبد الرّحمن قال : كان إذا قرأ عليه الرجل عرّف بالتشديد حصبه بالحصباء،

ومعناه على هذه القراءة : عرف بعض ذلك ما فعلت الفعل الذي فعلته من إفشاء سِرّه أي غضب من ذلك عليها وجازاها به،

من قول القائل لمن اساء إليه : لأعرفنّ لك بمعنى لأجازينّك عليه.

قالوا وجازاها رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) بإنّ طلّقها،

فلمّا بلغ ذلك عُمر قال : لو كان في آل عمر خير لما طلقك رسول اللّه شهراً،

فجاءه جبرائيل (عليه السلام) وأمرهُ بمراجعتها،

واعتزل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) نساءه شهراً،

وقعد في مشربة أُم إبراهيم مارية حتى نزلت آية التخيير،

فقال مقاتل بن حيّان : لم يطلق رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) حفصة وإنّما همَّ بطلاقها فأتاهُ جبرائيل (عليه السلام) فقال : لا تطلّقها؛ فإنّها صوّامة قوّامة،

وإنّها من أحدى نسائك في الجنة،

فلم يطلقها.

وقرأ الباقون : عرّف بالتشديد يعني : إنّهُ عرّف حفصة بعض ذلك الحديث وأخبرها به،

واختاره أَبُو حاتم وأَبُو عبيدة قال : لأنّه في التفسير أنّهُ أخبرها ببعض القول الذي كان منها،

ومما يحقق ذلك قوله : {وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} يعني : إنّه لم يعرّفها أياهُ ولم يخبرها به.

ولو كانت {عَرَّفَ بَعْضَهُ} مخففه لكان ضدّه وأنكر بعضاً،

ولم يقل أعرّض عنه.

قال الحسن : ما استقصى كريم قط،

قال اللّه تعالى {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} .

قال مقاتل : يعني أخبرها ببعض ما قال لعائشة،

فلم يخبرها بقولها أجمع،

عرّف حفصة بعضهُ وأعرض عن بعض الحديث بأنّ أبا بكر وعمر يملكان بعدي.

{فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} أي أخبر حفصة بما أظهره اللّه عليه.

{قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هذا قَالَ نَبَّأَنِىَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} .

{إِن تَتُوبَآ إِلَى اللّه فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللّه هُوَ مَوْلَ اهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَاكَةُ بَعْدَ ذلك ظَهِيرٌ}

﴿ ٣