٧-٨

{يا أيها الذين كفرُوا لا تعتذروا اليوم إنّما تجزون ما كنتم تعملون} {يا أيها الذين آمنوا توبُوا إلى اللّه توبةً نصوحا} قراءة العامة بفتح النون على نعت التوبة.

وروى حماد ويحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم بضمِّهِ على المصدر،

وهي قراءة الحسن.

قال المبرّد : أراد توبة ذات نصح،

واختلف المفسِّرون في معنى التوبة النّصوح.

وقال عُمَر وأُبي ومعاذ : التوبة النصوح أنْ يتوب ثم لا يعود إلى الذنب،

كما لا يعود اللبن إلى الضرع،

ورفعهُ معاذ.

وقال الحسن : هي أنْ يكون العبد نادماً على ما مضى،

مجمعاً على أنْ لا يعود فيه.

الكلبي : أن يستغفر باللسان،

ويندمُ بالقلب،

ويمسك بالبدن.

قال قتادة : هي الصادقة الناصحة.

سعيد بن جبير : هي توبة مقبولة،

ولا تقبل مالم يكن فيها ثلاث : خوف أن لا تُقبل،

ورجاء أن تقبل،

وإدمان الطاعات.

سعيد بن المسيّب : توبة تنصحون بها أنفسكم.

القرظي : تجمعها أربعة أشياء : الاستغفار باللسان،

والأقلاع بالأبدان،

وإظهار ترك العود بالجَنان،

ومهاجرة سيّئ الخلاّن.

سفيان الثوري : علامة التوبة النّصوح أربع : القلّة،

والعلة،

والذلة،

والغربة.

فضيل بن عياض : هي أن يكون الذنب نصب عينيه،

ولا يزال كأنّهُ ينظرُ إليه.

أَبُو بكر محمد بن موسى الواسطي : هي توبة لا لعقد عوض؛ لأن من أذنب في الدنيا لرفاهيّة نفسه،

ثم تاب طلباً لرفاهيتها في الآخرة فتوبته على حظ نفسه لا للّه.

أَبُو بكر الورّاق : هي أن تضيق عليك الأرض بما رحبت،

وتضيق عليك نفسك كتوبة الثلاثة الذين خلِّفوا.

أَبُو بكر الرقاق المصري : ردّ المظالم واستحلال الخصوم،

وإدمان الطاعات. رويم الرّاعي : هو أن تكون للّه وجهاً بلا قفاً كما كنت لهُ عند المعصية قفاً بلا.

رابعة : توّبة لابيات منها. ذو النون : علامتها ثلاث : قلة الكلام وقلة الطعام وقلة المنام.

سقيق : هي أن يكثر صاحبها لنفسه الملامة،

ولا ينفك من الندّامة،

لينجو من آفاتها بالسّلامة.

سري السقطي : لا تصح التوبة النصوح إلاّ بنصحة النفس من المؤمنين؛ لأن مَن صحة توبته أحب أن يكون النّاس مثله.

الجنيد : هي أَن بنسى الذنب فلا يذكره أبداً؛ لأن من صحة توبته صار محبّاً للّه،

ومن أَحب اللّه نسي ما دون اللّه.

سهل : هي توبة أهل السُنّة والجماعة لأنّ المبتدع لا توبة له،

بدليل قوله صلّى اللّه عليه : (حجب اللّه على كل صاحب بدعة أن يتوب).

أَبُو الأَديان : هي أَن يكون لصاحبها دمع سفوح،

وقلب عن المعاصي جموع،

فاذا كان ذلك فإنّ توبته نصوح،

وأمارات التوبة منه تلوح.

فتح الموصلي : علامتها ثلاث : مخالفة الهوى،

وكثرة البكاء،

ومكابدة الجوع والظماء.

{عسى ربّكم أَن يكفّر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنّات تجري من تحتها الأنهار بوم لا يخزي اللّه النّبي والّذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم} على الصراط.

{يَقُولُونَ} إذا طفئ نور المنافقين.

{رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ}

﴿ ٧