٣

{وهو العزيز الغفور الّذي خلق سبع سماوات طباقاً} طبقا على طبق،

بعضها فوق بعض،

يقال : أطبقت الشيء إذا وضعت بعضه فوق بعض.

قال أبان بن تغلب : سمعت بعض الأعراب يذمّ رجلا فقال : شرّه طباق،

وخيره غير باق.

قال سيبويه : ونصب طباقاً لأنّه مفعول ثان.

{مَّا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ} قرأ يحيى بن ثابت والأعمش وحمزة والكسائي : من تفوّت بغير ألف،

وهي اختيار أبي عبيد وقراءة عبد اللّه وأصحابه.

أخبرنا عبد اللّه بن حامد الورّاق،

أخبرنا مكي بن عبدان،

حدّثنا عبد اللّه بن هاشم،

حدّثنا يحيى بن سعيد القّطان عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللّه أنّه كان يقرأ : من تفوّت.

قال الأعمش : فذُكرتْ لأبي رزين فقال : لقد سمعتها من عبد اللّه فيما قبلتها وأخذتها،

وقرأ تفاوت،

وهي قراءة الباقين واختيار أبي حاتم وهما لغتان مثل التّعهد والتّعاهد،

والتحمّل والتحامل،

والتطّهر والتطاهر. ومعناه : ماترى في خلق الرحمن من اعوجاج واختلاف وتناقض وتباين،

بل هي مستوية مستقيمة،

وأصله من الفوت،

وهي أَنْ يفوت بعضها بعضاً لقلّة استوائها،

يدلّ عليه قول إبن عبّاس : من تفرق.

{فَارْجِعِ} فَردّ {الْبَصَرَ} قال الفراء : إنّما قال فارجع وليس قبله فعل مذكور فيكون الرجوع على ذلك الفعل؛ لأَنّ مجاز الكلام : أُنظر ثمّ ارجع البصر.

{هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} فتوق وشقوق وخروق.

الضحّاك : اختلاف وشطور،

عطية : عيب،

إبن كيسان : تباعد،

القرظي : قروح،

أَبُو عبيدة : صدوع قال عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود :

شققت القلب ثم ذررت فيه

هواك فليم فالتأم الفطورُ

وقال آخر :

تغلغل حيث لم يبلغ شراب

ولا سُكر ولم يبلغ سرور

وقال آخر :

بنى لكمُ بلا عمد سماءً

وزيّنها فما فيها فطور

﴿ ٣