٦{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ انسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ} وذلك قول الرجل من العرب إذا أمسى بالأرض القفر : أعوذ بسيد هذا الوادي من شرّ سفهاء قومه، فيبيت في أمن وجوار حتّى يصبح. قال مقاتل : أوّل مَنْ تعوّذ بالجن قوم من أهل اليمن، ثمّ بنو حنيفة ثمّ فشا ذلك في العرب. أخبرني ابن فنجويه، قال : حدّثنا عبد اللّه بن يوسف، قال : حدّثنا أبو القيّم عبد اللّه بن محمد بن إسحاق المروزي، قال : حدّثنا موسى بن سعيد بن النعمان بطرطوس، قال : حدّثنا فروة بن معراء الكندي، قال : حدّثنا القيّم بن مالك عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه عن كردم بن أبي السائب الأنصاري، قال : خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أوّل ما ذكر رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) بمكّة فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف النهار جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي، فقال : يا عامر الوادي جارك، فنادى مناد لا نراه يقول : يا سرحان أرسله، فأتانا الحمل يشتدّ حتّى دخل الغنم، ولم يصبه كدمة، قال، وأنزل اللّه سبحانه على رسوله بمكة : {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ انسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ} . {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} يعني : (إن الإنس زادوا الجن طُغياناً باستعاذتهم) فزادتهم رهقاً. قال ابن عباس : أثماً. معمر عن قتادة : خطيئة. سعيد عنه : جرأة. مجاهد : طغياناً. ربيع : فرقاً. ابن زيد : خوفاً. إبراهيم : عظمة، وذلك أنّهم قالوا : (سدنا) الجن والإنس. مقاتل : غيّاً. الحسن : شرّاً. ثعلب : خساراً. والرهق في كلام العرب : الإثمّ وغشيان المحارم، ورجل مرهق : إذا كان كذلك. وقال الأعشى : لا شيء ينفعني من دون رؤيتها هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقاً |
﴿ ٦ ﴾