٥{إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا} قال الحسن : إنّ الرجل ليهدُّ السورة ولكن العمل به ثقيل. وقال قتادة : ثقيل واللّه فرائضه وحدوده. ابن عباس : شديداً. أبو العالية : ثقيلا بالوعد والوعيد والحلال والحرام. محمد بن كعب : ثقيلا على المنافقين. الفرّاء : ثقيلا ليس بالخفيف السفساف؛ لأنه كلام ربّنا. عبد العزيز بن يحيى : مهيباً، ومنه يقال للرجل العاقل : هو رزين راجح. وسمعت الأُستاذ أبا القيّم بن جندب يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم يقول : سمعت الحسين بن الفضل وسئل عن هذه الآية، فقال : معناها أنا سنلقي عليك قولا خفيفاً على اللسان ثقيلا في الميزان. وقال أبو بكر بن طاهر : يعني قولا لا يحمله إلاّ قلب مؤيد بالتوفيق ونفس مزيّنة بالتوحيد. وقال القيّم : في هذه الآية سماع العلم من العالم مرّ واستعماله ثقيل لكنه يأتي بالفرح إذا استعمله العبد على جد السنّة وتمام الأدب. وقيل : عنى بذلك أن القرآن عليه ثقيل محمله. قال ابن زيد : هو واللّه ثقيل مبارك كما ثقل في الدنيا يثقل في الموازين يوم القيامة. أخبرنا أبو الحسين ابن أبي الفضل القهندري، قال : أخبرنا مكي قال : حدّثنا محمد بن يحيى فقال : وفيما قرأت على عبد اللّه عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن الحرث بن هشام سأل رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) فقال : يا رسول اللّه كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّ عليّ فينفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحياناً يتمثل الملك رجلا فأعرف ما يقول). قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه وان جبينه ليرفض عرقاً. وأخبرنا عبد اللّه بن حامد، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العبدي، قال : حدّثنا أحمد بن نجدة، قال : حدّثنا يحيى الحماني، قال : حدّثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت : إن كان ليوحى إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) وهو على راحلته فيضرب بجرافها. |
﴿ ٥ ﴾