٢٠

{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى} أقرب {مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ} روى هشام عن أهل الشام ثلثي مخفف غير مشبع {وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} نصبها أهل مكة والكوفة على معنى وتقوم نصفه وثلثه،

وخففهما الباقون عطفاً على ثلثي. {وَطَآفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ} أيضاً يقومونه.

{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ} تطيقوا قيام الليل {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} تجاوز عنكم ورجع لكم إلى التخفيف عليكم {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ} قال السدي : مائة آية. قال الحسن : من قرأ مائة آية في ليله لم يحاجّه القرآن. وقال كعب : من قرأ في ليله مائة آية كتب من القانتين. وقال سعيد : خمسون آية. وروى الربيع بن صبيح عن الحسن : {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} قال : يعني في صلاة المغرب والعشاء.

{عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ} فسوى بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعلى العيال وللإحسان والإفضال.

أخبرني ابن فنجويه،

قال : حدّثنا ابن سلم،

قال : حدّثنا أبو بكر بن عبد الخالق،

قال : حدّثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد الحجاج،

قال : حدثني أبو الفتح،

قال : قال أبو نصر بشر بن الحرث،

قال : حدّثنا المعافى بن عمران وعيسى بن يونس عن فرقد السبخي عن إبراهيم عن ابن مسعود،

قال : أيّما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين صابراً محتسباً فباعه بسعر يومه كان عند اللّه سبحانه بمنزلة الشهداء،

ثمّ قرأ عبد اللّه {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآفَةٌ مِّنَ} .

وأخبرني ابن فنجويه،

قال : حدّثنا موسى بن محمد بن عليّ،

قال : حدّثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة،

قال : حدّثنا عبد الحميد بن صالح،

قال : حدّثنا أبو عقيل عن القيّم بن عبيد اللّه عن أبيه،

قال : سمعت ابن عمر،

يقول : ما خلق اللّه عزّوجلّ موتة أموتها بعد القتل في سبيل اللّه أحبّ إليّ من أن أموت بين شعبتي رجل أضرب في الأرض أبتغي من فضل اللّه.

{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} سمعت محمد بن الحسن السلمي،

يقول : سمعت منصور بن عبد اللّه،

يقول : سمعت أبا القيّم الأسكندراني،

يقول : سمعت أبا جعفر الملطي،

يقول : عن عليّ ابن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد في هذه الآية،

قال : ما تيسّر لكم منه خشوع القلب وصفاء السر.

{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللّه يُقَدِّرُ الَّيْلَ} من الشح والتقصير {وَأَعْظَمَ أَجْرًا} من ذلك الذي قدّمتموه لو لم تكونوا قدّمتموه،

ونصب {خَيْرًا وَأَعْظَمَ} على المفعول الثاني،

وهو فصل في قول البصريين،

وعماد في قول الكوفيين لا محل له من الإعراب. {وَاسْتَغْفِرُوا اللّه إِنَّ اللّه غَفُورٌ رَّحِيمُ} .

﴿ ٢٠