٩-١٠

{أبصارُها خاشعة يقولون} يعني هؤلاء المكذّبين للبعث من مشركي مكّة إذا قيل لهم : إنكم مبعوثون بعد الموت.

{أنّا لمردودون في الحافرة} أي إلى أوّل الحال وابتداء الأمر فراجعون أحياء كما كنّا قبل حياتنا وهو من قول العرب : رجع فلان على حافرته إذا أرجع من حيث جاء،

وقال الشاعر :

أحافرة على صلع وشيب

معاذ اللّه من سفه وعار

ويقال : البعد عند الحافر وعند الحافرة أي في العاجل عند ابتداء الأمر وأول سومه،

والتقى القوم فاقتتلوا عند الحافرة أي عند أول كلمة.

أخبرنا أبو بكر الجمشادي قال : أخبرنا أبو بكر القطيعي قال : حدّثنا إبراهيم بن عبداللّه بن مسلم قال : حدّثنا عمر بن مرزوق قال : أخبرنا عمران القطان قال : سمعت الحسن يقول : إنّا لمردودون إلى الدنيا فنصير أحياء كما كنا،

قال الشاعر :

آليتُ لا أنساكم فاعلموا

حتى يردُ الناس في الحافرة

وقال بعضهم : الحافرة الأرض التي فيها تحفر قبورهم فسُمّيت حافرة وهي بمعنى المحفورة كقوله سبحانه : {مَّآءٍ دَافِقٍ} و {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} ومعنى الآية إنّا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقاً جديداً ثم مردودون في قبورنا أمواتاً،

وهذا قول مجاهد والخليل بن أحمد،

وقيل : سمّيت الأرض حافرة،

لأنها مستقر الحوافر كما سمي القدمُ أرضاً،

لأنها على الأرض ومجاز الآية : نرد فنمشي على أقدامنا،

وهذا معنى قول قتادة،

وقال ابن زيد : الحافرة النار،

وقرأ {تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} قال : هي إسم من أسماء النار وما أكثر أسمائها.

﴿ ٩