٦{يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم} . أخبرنا عبداللّه الفتحوي قال : حدّثنا أبو علي المقريء قال : حدّثنا أبو القاسم ابن الفضل المقريء قال : حدّثنا علي بن الحسين قال : حدّثنا المقدّمي وعلي بن هاشم قالا : حدّثنا كثير بن هشام قال : حدّثنا جعفر بن برقان قال : حدّثني صالح بن مسمار قال : بلغني أن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) تلا هذه الآية : {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم} قال : جهله، وقال قتادة : غرّة شيطانه عدوه المسّلط عليه. وحدّثني الحسن بن محمد بن الحسن قال : حدّثني أبي عن جدّي عن علي بن الحسن الهلالي عن إبراهيم بن الأشعث قال : قيل للفضّيل بن عياض : لو أقامك اللّه سبحانه وتعالى يوم القيامة بين يديه فقال : ما غرّك بربّك الكريم ماذا كنت تقول؟ قال : أقول غرني ستورك المرخاة، نظمه محمد ابن السماك فقال : يا كاتم الذنب أما تستحي اللّه في الخلوة ثانيكا غرك من ربّك إمهاله وستره طول مساويكا وقال : مقاتل : غرّه عفو اللّه حين لم يعجّل عليه بالعقوبة، وتلا (نصر) بن مغلس هذه الآية فقال : غرّه رفق اللّه به. وسمعت أبا القاسم الحلبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن محمد الورّاق يقول : سمعت يحيى بن معاذ يقول : لو أقامني اللّه سبحانه بين يديه فقال : ما غرّك بي؟ قلت : غرّني بك برّك بي سابقاً وآنفاً. وسمعته يقول : أخبرنا عبداللّه بن محمد بن صالح المغافري يقول : سمعت حماد بن بكر يحكي عن بعضهم أنه قال : لو سألني عن هذا ربي لقلت : غرّني حلمك، وسمعته يقول : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن يزيد النسقي يقول : سمعت أبا عبداللّه حسن أبي بكر الورّاق يقول : سمعت أبا بكر الورّاق يقول : لو قال لي ما غرّك بربّك الكريم لقلت : غرّني كرم الكريم. قال أهل الإشارة : إنّما قال : {بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} دون سائر أسمائه وصفاته؛ لأنه كان لفتة الإجابة حتى يقول : غرّني كرم الكريم، قال منصور بن عمار لو قيل : ما غرّك بي؟ قلت : يا رب ما غرّني إلاّ ما علمته من فضلك على عبادك وصفحك عنهم، وروى أبو وائل عن ابن مسعود قال : ما منكم من أحد إلاّ سيخلو اللّه سبحانه وتعالى به يوم القيامة فيقول : يابن آدم ما غرّك بي يابن آدم ماذا عملت فيما علمت يابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟. وسمعت أبا القاسم النيسابوري يقول : سمعت أبا عبداللّه محمد بن عبيداللّه الشامي وأبا الحسن محمد بن الحسين القاضي الجرجاني يقولان : سمعنا إبراهيم بن فاتك يقول : سمعت يوسف بن الحسين يقول : سمعت ذا النون المصري يقول : كم من مغرور تحت الستر وهو لا يشعر. وأنشدني الحسن بن جعفر البابي يقول : أنشدني منصور بن عبداللّه الأصفهاني يقول : أنشدنا أبو بكر بن طاهر الأبهري في هذا المعنى : يا من غلا في الغنى والتيه وغرّه طول تماديه أملى لك اللّه فبارزته ولم تخف غبّ معاصيه |
﴿ ٦ ﴾