٦

وقيل جوابه {يا أيها الإنسان إنّك كادح إلى ربّك كدحاً فملاقيه} ومجازه : إذا السماء انشقت لقي كل كادح ما عمله،

قال المبّرد : فيه تقديم وتأخير تقديره {يا أيّها الإنسان إنّك كادح إلى ربّك كدحاً فملاقيه} {إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّتْ} ،

وقيل : جوابه {وَأَذِنَتْ} ،

وحينئذ يكون الواو زائدة.

ومعنى قوله {كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا} أي عامل واصل به إلى ربّك عملا فملاقيه ومجازى به خيراً كان أو شراً،

وقال القتيبي ناصب في معيشتك إلى لقاء ربك،

والكدح : السعي والجهد في الأمر حتى يكدح ذلك فيه،

أي يؤثّر ومنه قول النبي (صلى اللّه عليه وسلم) (من سأل وله ما يغنيه جاءت مسلته يوم القيامة خدوشاً أو خموشاً أو كدوحاً في وجه) أي أثر الخدش،

قال ابن مقبل :

وما الدهر إلاّ تارتان فمنهما

أموت وأُخرى أبتغي العيش أكدح

وأخبرني الحسين قال : حدّثنا موسى قال : حدّثنا ابن علوية قال : حدّثنا إسماعيل قال : حدّثنا إسحاق بن بشر عن سفيان الثوري عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (النادم ينتظر الرحمة والمعجب ينتظر المقت وكل عامل سيقدم على ما سلف).

﴿ ٦