٦-٧{سَنُقْرِئُكَ} : سنعلمك ويقرأ عليك جبريل، {فلا تنسى إلاّ ما شاء اللّه} أن تنساه وهو ما ننسخه من القرآن، وهذا معنى قول قتادة، وقال مجاهد والكلبي : كان النبي (عليه السلام) إذا نزل جبريل بالقرآن لم يفرغ من آخر الآية حتى يتكلم رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) بأوله مخافة أن ينساها فأنزل اللّه تعالى : {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى} فلم ينس بعد ذلك شيئاً، ووجه الاستثناء على هذا التأويل ما قاله الفراء : لم يشأ أن ينسى شيئاً، وهو كقوله سبحانه : {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلاّ ما شاء ربّك} ، وأنت تقول في الكلام لأعطينّك كل ما سألت إلاّ ما شاء أن أمنعك والنية أن لا تمنعه، وعلى هذا مجاري الأيمان يستثنى فيها ونية الحالف النمّام. وسمعت محمد بن الحسن السلمي يقول : سمعت محمد بن الحسن البغدادي يقول : سمعت محمد بن عبداللّه الفرغاني يقول : كان يغشي الجنيد في مجلسه أهل النسك من أهل العلوم وكان أحد مَنْ يغشاه ابن كيسان النحوي، وكان في وقته رجلا جليلا فقال له يوماً : يا أبا القاسم ما تقول في قوله سبحانه : {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى} فأجابه مسرعاً كأنه تقدم له السؤال قبل ذلك بأوقات : لا تنسى العمل به، فأعجب ابن كيسان به إعجاباً شديداً وقال : لا يفضض اللّه فاك مثلك من يصدر عن رأيه. {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ} من القول والفعل {وَمَا يَخْفَى} : قال محمد بن حامد : يعلم إعلان الصدقة واخفاءها. |
﴿ ٦ ﴾