٨وقال الكلبي : كان طول الرجل منهم أربع مائة ذراع، وقال ابن عبّاس : يعني طولهم مثل العماد، ويقول العرب للرجل الطويل : معمّدا، وقال مقاتل : كان طول أحدهم اثني عشر ذراعاً، وقال آخرون : إنّما قيل لهم : ذات العماد؛ لأنّهم كانوا أهل عمد سيارة ينتجعون الغيث وينتقلون إلى الكلأ، حيث كان ثمّ يرجعون إلى منازلهم ولا يقيمون في موضع. قال الكلبي : اِرم هو الذي يجتمع إليه نسب عاد وثمود وأهل السواد وأهل الجزيرة، كان يقال : عاد اِرم وثمود اِرم، فأهلك اللّه سبحانه عاداً، ثمّ ثمود وبقي أهل السواد وأهل الجزيرة، وكان أهل عمد وخيام وماشية في الربيع، فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم فكانوا أهل جنان وزروع ومنازلهم كانت بوادي القرى، وهي التي يقول اللّه سبحانه : {لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى الْبِلَادِ} . وقيل : سمّوا ذات العماد لبناء بناه بعضهم، فشيّد عمده ورفع بناءه، والعماد والعُمد والعَمد جمع عمود، وهو : ما أخبرنا أبو القاسم المفسّر قال : أخبرنا أبو عبداللّه محمد بن عبداللّه بن أحمد الصفّار الأصبهاني قال : أخبرنا أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم الأصبهاني قال : حدّثنا عبداللّه بن صالح المصري قال : حدّثني ابن لهيعة وأخبرنا أبو القاسم قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرايفي قال : أخبرنا عثمان بن سعيد الدارجي قال : أخبرنا عبداللّه بن صالح قال : حدّثني ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن وهب بن منبه عن عبداللّه بن قلابة أنّه خرج في طلب إبل له شردت، فبينما هو في صحاري عدن إذا هو قد وقع على مدينة في تلك الفلوات عليها حصن، وحول الحصن قصور كبيرة وأعلام طوال، فلمّا دنى منها ظنّ أنّ فيها أحداً يسأله عن إبله فلم ير خارجاً ولا داخلاً فنزل عن دابته وعقلها وسلّ سيفه ودخل من باب الحصن، فلمّا دخل في الحصن إذا هو ببابين عظيمين لم ير أعظم منهما، والبابان مرصّعان بالياقوت الأبيض والأحمر فلمّا رأى ذلك دُهش وأعجبه ففتح أحد البابين، فإذا هو بمدينة لم ير أحدٌ مثلها، وإذا قصور كل قصر معلّق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت وفوق كلّ قصر منها غرف : (اعتبر يا أيها المغرور بالعمر المديد أنا شداد بن عاد صاحب الحصن المشيد) وأخو القوّة والبأساء والملك الحشيد دار أهل الأرض لي من خوف وعيدي ووعيد وملكت الشرق والغرب بسلطان شديد وبفضل الملك والعدّة فيه والعديد فأتى هود وكنّا في ضلال قبل هود فدعانا لو قبلناه إلى الأمر الرشيد وعصيناه ونادى هل من محيد فأتتنا صيحة تهوي من الأُفق البعيد فتوافينا كزرع وسط بيداء حصيد |
﴿ ٨ ﴾