١٧

ثمّ ردّ عليه فقال : {كَلا} لم أبتلِهِ بالغنى لكرامته عليّ ولم ابتلِهِ بالفقر؛ لهوانه عليّ وأنّ الفقر والغنى من تقديري وقضائي. فلا أُكرم من أكرمته بالغنى وكثرة الدنيا،

ولا أُهين من أهنته بالفقر وقلّة الدنيا،

ولكني إنّما أكرم من أكرمته بطاعتي،

وأُهين من أهنته بمعصيتي،

وقال الفراء : معنى كلا لم ينبغِ له أن يكون هذا ولكن ينبغي أن يحمده على الأمرين على الغنى والفقر.

ثم قال : {بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} يعني أهنت من أهنت من أجل أنّه لا يُكرم اليتيم.

واختلف القرّاء في هذه الآية فقرأ أهل البصرة يكرمون وما بعده كلّه بالياء،

وقرأها الآخرون بالتاء

﴿ ١٧