٩-١٠

{وكذّب بالحسنى فسنيسرهُ للعسرى} أي للعمل بما لا يرضى اللّه حتى يستوجب به النار،

فكأنه قال : نخذله ونؤذيه إلى الأمرّ العسير،

وهو العذاب. وقيل : سندخله جهنم،

والعسرى اسم لها.

فإنْ قيل : فأي تيسير في العسرى؟

قيل : إذا جمع بين كلامين أحدهما ذكر الخير والآخر ذكر الشر جاز ذلك،

كقوله : {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} .

أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حمدان قال : حدّثنا ابن ماهان محمد بن صي قال : حدّثنا شعبة،

عن الأعمش،

عن سعد بن عبيدة،

عن أبي عبدالرحمن السلمي،

عن علي بن أبي طالب : أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) كان في جنازة فأخذ عوداً فجعل ينكث في الأرض،

فقال : (ما منكم من أحد إلاّ قد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار)،

فقال رجل : يا رسول اللّه،

أفلا نتكّل؟

فقال (اعملوا فكلٌّ ميسّر)،

ثم قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآيات.

﴿ ٩