٢٠-٢١{إِلا} لكن {ابتغاء وجه ربّه الأعلى ولسوف يرضى} بثواب اللّه في العقبى عوضاً مما فعل في الدنيا. وأخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد بن السري العروضي في درب الحاجب قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبداللّه العماني الحفيد قال : حدّثنا أحمد بن نصر بن خفيف القلانسي الرقّاء قال : حدّثنا محمد بن جعفر بن سوّار بن سنان في سنة خمس وثمانين ومائتين قال : حدّثنا علي ابن حجر، عن إسحاق بن نجح، عن عطاء قال : كان لرجل من الأنصار نخلة، وكان له جار، فكان يسقط من بلحها في دار جاره، فكان صبيانه يتناولون، فشكا ذلك الى النبي (صلى اللّه عليه وسلم) فقال له النبي (عليه السلام) (بعنيها بنخلة في الجنة)، فأبى قال : فخرج، فلقيه أبو الدحداح، فقال : هل لك أن تبيعها بجبس؟ يعني حائطاً له، فقال : هي لك، قال : فأتى النبي (عليه السلام)، فقال : يا رسول اللّه اشترها منّي بنخلة في الجنة، قال : نعم، قال : هي لك، فدعا النبي (عليه السلام) جار الأنصاري، فأخدها، فأنزل اللّه سبحانه وتعالى {وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} إلى قوله : {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} أبو الدحداح والأنصاري صاحب النخلة. {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} أبو الدحداح {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} يعني الثواب {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} يعني الجنة. {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} يعني الأنصاري {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} يعني الثواب {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} يعني النار، {وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} يعني به إذا مات كما في قوله : {فأنذرتكم ناراً تلظى لا يصلها إلاّ الأشقى} صاحب النخلة {وَسَيُجَنَّبُهَا اتْقَى} يعني أبا الدحداح {الذي يؤتي ماله يتزكى} يعني أبا الدحداح {وَمَا حَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى} يكافئه بها، يعني أبا الدحداح {إلاّ ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى} إذا أدخله الجنة. فكان النبي (صلى اللّه عليه وسلم) يمر بذلك بجبس وعذوقه دانية، فيقول : (عذوق وعذوق لأبي الدحداح في الجنة). |
﴿ ٢٠ ﴾