٥

{وَمَآ أُمِرُوا} يعني هؤلاء الكفار {إِلا لِيَعْبُدُوا اللّه مُخْلِصِينَ} يعني إلاّ أن يعبدوا اللّه مخلصين له الدين التوحيد والطاعة {حُنَفَآءَ} مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام.

وقال ابن عباس : حجاجاً،

وقال قتادة : الحنيفية هي الختان وتحريم الأُمّهات والبنات والأخوات والعمّات والخالات،

وإقامة المناسك.

وقال سعيد بن حمزة : لا تسمي العرب حنيفاً إلاّ من حجّ واختتن {وَيُقِيمُوا الصلاةَ وَيُؤْتُوا الزكاةَ وَ ذلك } الذي ذكرت {دِينُ الْقَيِّمَةِ} المستقيّمة فأضاف الدين إلى القيّمة وهو أمر فيه اختلاف اللفظين وأنّث القيّمة لأنّه رجع بها إلى الملّة والشريعة،

وقيل : الهاء فيه للمبالغة.

سمعت أبا القاسم الحنبلي يقول : سمعت أبا سهل محمد بن محمد بن الأشعث الطالقاني يقول : إن القيّمة هاهنا الكتب التي جرى ذكرها،

والدين مضاف إليها على معنى : وذلك دين الكتب القيّمة فيما يدعو إليه ويأمر به،

نظيرها قوله سبحانه : {وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ} .

وقال النضر بن شميل : سألت الخليل بن أحمد عن قوله سبحانه : {وَ ذلك دِينُ الْقَيِّمَةِ} فقال : القيّمة جمع القيّم،

والقيّم (والقائم) واحد ومجاز الآية : وذلك دين القائمين لك بالتوحيد.

﴿ ٥