٨و{أَنَّهُ} يعني الإنسان {لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي المال. وقال ابن زيد : سمّى اللّه المال خيراً وعسى أن يكون خبيثاً وحراماً ولكن الناس يعدّونه خيراً فسمّاه اللّه خيراً ؛ لأن الناس يسمّونه خيراً وسمي الجهاد سوءاً فقال : {فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّه وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} أي قتال. وليس هو عند اللّه بسوء ولكن سمّاه اللّه سوءاً؛ لأنّ الناس يسمّونه سوءاً. ومعنى الآية وإنه من أجل حبّ المال {لَشَدِيدٌ} بخيل، ويقال للبخيل : شديد ومتشدّد، قال طرفة : أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدّد والفاحش : البخيل أيضاً قال اللّه سبحانه : {وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ} أي البخل، وقيل : معناه : وإنّه لحب الخير لقويّ، وقال الفرّاء : كان موضع الحب أن يكون بعد شديد وأن يضاف شديد إليه فيقال : وإنّه لشديد الحبّ للخير، فلمّا يقدم الحبّ قبل شديد وحذف من آخره لمّا جرى ذكره في أوله، ولرؤوس الآيات كقوله سبحانه : {فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} والعصوف لا يكون للأيّام إنّما يكون للريح، فلمّا جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره كأنه قيل : في يوم عاصف الريح. |
﴿ ٨ ﴾