سورة تبت (المسد )

مكية،

وهي سبعة وسبعون حرفاً،

وعشرون كلمة،

وخمس آيات

أخبرنا الحراثي قال : حدّثنا أبو الشيخ الحافط قال : حدّثنا إبراهيم بن شريك قال : حدّثنا أحمد بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أُبيّ بن كعب قال : قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (من قرأ سورة تبّت رجوت أن لا يجمع اللّه سبحانه بينه وبين أبي لهب في دار واحدة).

بسم اللّه الرحمن الرحيم

١

{تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ} .

أخبرنا عبد اللّه بن حامد قال : أخبرنا مكي قال : حدثنا عبد اللّه بن هاشم قال : حدثنا عبد اللّه بن نمير قال : حدّثنا الأعمش عن عبد اللّه بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أنزل اللّه سبحانه : {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقربين} أتى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) الصفا فصعد عليه ثم نادى : يا صباحاه،

فأجتمع إليه الناس بين رجل يجيء وبين رجل يبعث رسوله فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) (يا بني عبد المطلب يا بني فهر يا بني عدي أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذ الجبل يريد أن تغير عليكم صّدقتموني؟) قالوا : نعم،

قال : (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب : تباً لكم سائر هذا اليوم،

وما دعوتموني إلا لهذا؟

فأنزل {تَبَّتْ} أي خابت وخسرت،

{يَدَآ أَبِى لَهَبٍ} أي تب هو أخبر عن يديه والمراد به نفسه على عادة العرب في التعبير ببعض الشيء عن كلّه كقوله سبحانه : {فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} و {قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} ونحوها،

وقيل : اليد صلة يقول العرب : يد الدّهر ويد الرزايا والمنايا،

قال الشاعر :

لما أكبّت يد الرزايا

عليه نادى ألا مجير

وقيل : المراد به ماله وملكه يقال : فلان قليل ذات اليد،

يعنون به المال.

والتباب الخسار والهلاك،

سمعت أبا القاسم الحبيبي يقول : سمعت محمد بن مسعود السوري قال : سمعت نفطويه قال : سمعت المنقري عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال : لما قتل عثمان ح سمعوا صوت هاتف من الجن يبكي.

لقد خلّوك وأنصرفوا

فما عطفوا ولا رجعوا

ولم يوفوا بنذرهم

فتبّاً للذي صنعوا

وأبو لهب هو ابن عبد المطلب واسمه عبد العزي فلذلك لم يسمّه،

وقيل اسمه كتيبة،

قال : مقاتل كنّي أبا لهب لحسنه وأشراق وجهه،

وكانت وجنتاه كأنهما تلتهبان.

{وَتَبَّ} أبو لهب الواو فيه واو العطف،

وقرأ عبد اللّه وأُبي (وقد تب) فالأول دعاء والثاني كما يقال غفر اللّه لك،

وقد فعل وأهلكه اللّه وقد فعل،

والواو فيه واو الحال.

وقراءة العامة {أَبِى لَهَبٍ} بفتح الهاء،

وقرأ أهل مكة بجزمها،

ولم يختلفوا في قوله : {ذَاتَ لَهَبٍ} أنه مفتوح الهاء؛ لأنهم راعو فيه روس الأي.

أخبرنا الحسين بن محمد قال : حدّثنا السني قال : حدّثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال : حدّثنا شريح بن يونس قال : حدّثنا هشيم قال : أخبرنا منصور عن الحكم عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : لما خلق اللّه القلم قال : أكتب ما هو كائن فكتب فمما كتب : {تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ} .

وأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد اللّه ابن المبارك الثعيري قال : حدّثنا محمد بن أشرس السلمي قال : حدّثنا عبد الصمد بن حسان المروِّ الروذيّ عن سفيان عن منصور قال : سئل الحسن عن قوله : {تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ} هل كان في أم الكتاب وهل كان يستطيع أبو لهب أن لا يصلى النار؟

فقال الحسن : واللّه ما كان يستطيع أن لا يصليها وإنها لفي كتاب اللّه قبل أن يخلق أبو لهب وأبواه.

ويؤيد هذا ما أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة في شعبان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال : أخبرنا جدّي أمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدّثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا معاوية بن عمرو قال : حدثنا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (احتج آدم وموسى فقال موسى : يا آدم أنت الذي خلقك اللّه سبحانه بيده ونفخ فيك من روحه أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة،

فقال آدم : وأنت موسى الذي أصطفاك اللّه بكلامه تلومني على عمل أعمله كتبه اللّه عليّ قبل أن يخلق السموات والأرض،

قال : فحج آدم موسى).

وأخبرنا محمد بن الفضل قال : أخبرنا جدي قال : حضر مجلس إسحاق بن إبراهيم وأنا على نمير الركاب فقرأ علينا قال : أخبرنا النظر بن شميل قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن عمار ابن أبي عمار مولى بني هاشم عن أبي هريرة عن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (لقي موسى آدم فقال : أنت آدم الذي خلقك اللّه بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته فأخرجت ولدك من الجنة،

قال له : يا موسى أنت الذي أصطفاك برسالته وكلّمك،

فأنا أقدّم أم الذكر؟

قال : الذكر،

فحجّ آدم موسى فحج آدم موسى).

وأخبرنا محمد بن الفضل قال : أخبرنا جدّي قال : حدّثنا عبد اللّه بن محمد الزهري قال : حدّثنا سفيان قال : حدّثنا أبو الزياد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي (صلى اللّه عليه وسلم) قال : (أحتج آدم وموسى فقال موسى : يا آدم أنت أبونا خيّبتنا وأخرجتنا من الجنة قال : آدم : ياموسى أصطفاك اللّه بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدّره اللّه تعالى قبل أن يخلقني بأربعين سنة،

فحج آدم موسى فحج آدم موسى).

﴿ ١