٢٠من تمام مثل المنافقين - كذلك أصحاب الغفلات - إذا حضروا مشاهد الوعظ ، أو جنحت قلوبهم إلى الرقة ، أو داخلهم شيء من الوهلة تَقْرُبُ أحوالهم من التوبة ، وتقوى رغبتهم في الإنابة حتى إذا رجعوا إلى تدبرهم ، وشاوروا إلى قرنائهم ، أشار الأهل والولد عليهم بالعَوْدِ إلى دنياهم ، وبسطوا فيهم لسان النصح ، وهَدَّدُوهم بالضعف والعجز ، فيضعف قصودُهم ، وتسقط إرادتهم ، وصاروا كما قيل : إذا ارعوى ، عاد إلى جهله ... كَذِي الضنى عاد إلى نكسه وقال : { وَلَوْ شَاءَ اللّه لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ } يعني سمع المنافقين الظاهر وأبصارهم الظاهرة ، كما أصمهم وأعماهم بالسر ، فكذلك أرباب الغفلة ، والقانعون من الإسلام بالظواهر - فاللّه تعالى قادر على سلبهم التوفيق فيما يستعملونه من ظاهر الطاعات ، كما سلبهم التحقيق فيما يستبطنونه من صفاء الحالات . |
﴿ ٢٠ ﴾