١٨٠

مَنْ تَرَكَ مالاً فالوصية له مالِه مُسْتَحبةٌ ، ومَنْ لم يترك شيئاً فأنَّى بالوصية!! في حالة الأغنياء يوصون في آخر أعمارهم بالثلث ، أمّا الأولياء فيخرجون في حياتهم عن الكُلِّ ، فلا تبقى منهم إلا همةٌ انفصلت عنهم ولم تتصل بشيءٍ؛ لأن الحق لا سبيل للّهمة إليه ، والهمة لا تَعَلُّقَ لها بمخلوق ، فبقيت وحيدة منفصلة غير متصلة ، وأنشدوا :

أحبكُم ما دمتُ حياً فإنْ أمُتْ ... يُحبكم عظمى في التراب رميم

هذه وصيتهم : وقال بعضهم :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... لا بل كما قال قائلهم :

وأتىلرسول فأخبر أنهم رحلوا قريبا ... رجعوا إلى أوطانهم فجرى له دمعي صبيبا ...

﴿ ١٨٠