١٨٣الصوم على ضربين : صوم ظاهر وهو الإمساك عن المفطرات مصحوباً بالنية ، وصوم باطن وهو صَوْنُ القلب عن الآفات ، ثم صون الروح عن المساكنات ، ثم صون السِّرِّ عن الملاحظات . ويقال صوم العابدين شرطه - حتى يَكْمُلَ - صونُ اللسان عن الغيبة ، وصون الطَرْف عن النظر بالريبة كما في الخبر : ( مَنْ صام فَلْيَصُمْ سمعه وبصره . . . . ) الخبر ، وأما صوم العارفين فهو حفظ السر عن شهود كل غيره . وإن من أمسك عن المفطرات فنهاية صومه إذا هجم الليل ، ومن أمسك عن الأغيار فنهاية صومه أن يشهد الحق ، قال صلى اللّه عليه وسلم : ( صوموا وأفطروا لرؤيته ) الهاء في قوله عليه السلام - لرؤيته - عائدة عند أهل التحقيق إلى الحق سبحانه ، فالعلماءُ يقولون معناه عندهم صوموا إذا رايتم هلال رمضان وأفطروا لرؤية هلال شوال ، وأما الخواص فصومهم للّه لأن شهودهم اللّه وفطرهم باللّه وإقبالهم على اللّه والغالب عليهم اللّه ، و الذي هم به محو - اللّه . |
﴿ ١٨٣ ﴾