١٩٣

الإشارة من الآية إلى مجاهدات النفوس؛ فإنَّ أعدى عدوِّك نَفْسُك التي بين جنبيك . أي استوفِ أحكام الرياضات حتى لا يبقى للآثار البشرية شيء ، وتُسلِم النَّفْسَ والقلبَ للّه ، فلا يكون مُعارِض ولا مُنازعُ منك لا بالتوقي ولا بالتلقي ، لا بالتدبير ولا بالاختيار - بحالٍ من الأحوال؛ تجري عليك صروفه كما يريد ، وتكون محواً عن الاختيارات ، بخلاف ما يرد به الحكم ، فإذا استسلمت النفس فلا عدوان إلا على أرباب التقصير ، فأمّا من قام بحق الأمر تقصى عن عهدة الإلزام .

﴿ ١٩٣