٣٩قوله جلّ ذكره : { فَنَادَتْهُ المَلاَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى المِحْرَابِ } . لما سأل السؤال ، ولازم البال أَتَتْهُ الإجابةُ . وفيه إشارة إلى أن من له إلى الملوك حاجة فعليه بملازمة الباب إلى وقت الإجابة . ويقال حكم اللّه - سبحانه - أنه إنما يقبل بالإجابة على من هو مُعَانِقٌ لخدمته ، فأمَّا مَنْ أعرض عن الطاعة ألقاه في ذُلِّ الوحشة . قوله جلّ ذكره : { أَنَّ اللّه يُبَشِّرُكِ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّه وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ } . قيل سمَّاه يحيى لحياة قلبه باللّه ، ولسان التفسير أنه حي به عقر أمه . ويقال إنه سبب حياة من آمن به بقلبه . قوله : مصدقاً بكلمة من اللّه : أن تصديقه بكلمة ( اللّه) فيما تعبده به أو هو مكوَّن بكلمة اللّه . وقوله { وَسَيِّدًا } : السيدُ من ليس في رق مخلوق ، تحرَّر عن أسر هواه وعن كل مخلوق ، ويقال السيد من تحقق بعلويته سبحانه ، ويقال السيد من فاق أهل عصره ، وكذلك كان يحيى عليه السلام . ويقال سيد لأنه لم يطلب لنفسه مقامًا ، ولا شَاهَدَ لنفسه قَدْرًا . ولما أخلص في تواضعه للّه بكل وجهٍ رقَّاه على الجملة وجعله سيداً للجميع . وقوله { وَحَصُورًا } أي مُعْتَقاً من الشهوات ، مكفياً أحكام البشرية مع كونه من جملة البشر . ويقال متوقياً عن المطالبات ، مانعاً نفسه عن ذلك تعززاً وتقرباً ، وقيل منعته استئصالات بواده الحقائق عليه فلم يبق فيه فَضْلٌ لحظِّ . { وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ } أي مستحقاً لبلوغ رتبتهم . |
﴿ ٣٩ ﴾