٥٥

قوله جلّ ذكره : { إِذْ قَالَ اللّه يَا عِيسَى إِنِّى مُتَوَفِّيكَ } .

الإشارة فيه إني متوفيك عنك ، وقابضك منك ، ورافعك من نعوت البشرية ، ومطهرك من إرادتك بالكلية ، حتى تكون مُصَرَّفاً بنا لنا ، ولا يكون عليك من اختيارك شيء ، ويكون إسبال التولي عليك قائماً عليك . وبهذا الوصف كان يظهر على يده إحياء الموتى ، وما كانت تلك الأحداث حاصلة إلا بالقدرة - جّلَّتْ .

ويقال طَهَّرَ قلبه عن مطالعة الأغيار ، ومشاهدة الأمثال والآثار ، في جميع الأحوال والأطوار .

{ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَة } .

بالنصرة والقهر والحجة .

ومتبعوه مَنْ لم يُبَدِّل دِينه ومَنْ هو على عقيدته في التوحيد - وهم المؤمنون ، فَهُمْ على الحقِّ ، إلى يوم القيامة لهم النصرة ، ثم إن اللّه سبحانه يحكم - يوم القيامة - بينه وبين أعدائه . فأمّا الكفار ففي الجحيم وأمّا المؤمنون ففي النعيم .

﴿ ٥٥